وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)
* * *
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ) أي: اذكر هول هذا اليوم، (مِن كلِّ أُمَّةٍ شهِيدًا) يعني رسولها يشهد لهم وعليهم، (ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) في الاعتذار لأنه لا عذر لهم، (وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) ولا هم يسترضون أي: لا يكلفون بإرضاء ربِّهم لأن الآخرة ليست بدار عمل، (وَإذَا رأَى الذِينَ ظَلَمُوا العَذَابَ): عذاب جهنم عطف على " يوم نبعث "، (فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ): يمهلون، (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ) أوثانهم التي جعلوها شركاء لله، (قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو)، نعبدهم، (مِنْ دُونِكَ) كأن هذا القول منهم التماس بأن يشاركهم في عذابهم، (فأَلْقَوْا) آلهتهم، (إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ) أي: أجابوهم بالتكذيب وقالوا: لسنا شركاء الله وما دعوناكم إلى عبادتنا بل عبدتم أهواءكم وليس ببعيد إنطاق الله الأصنام، (وَأَلْقَوْا): الكفار، (إِلَى اللهِ يَوْمَئِد السَّلَمَ) استلموا لحكمه، (وَضَل) ضاع وبطل، (عنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) من شفاعة آلهتهم ونصرتها، (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا): الناس، (عَن سَبِيلِ اللهِ) عن


الصفحة التالية
Icon