كان وليَّا (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا) مما يختص بنا لا يحصل بالكسب (عِلْمًا قَالَ لَهُ مُوسَى) بعد أن قال له الخضر: من أنت؟ قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال نعم. (هَلْ أَتَّبِعُكَ) أصاحبك (عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ) حال من مفعول أتبع (مِمَّا عُلِّمْتَ) مفعول تُعَلِّمَنِ ومفعول عُلِّمْتَ ضمير محذوف عائد إلى ما والصيغتان من علم الذي بمعنى عرف (رُشْدًا) أي: علمًا ذا رشدٍ فحذف المضاف أو مفعول له لأتبعك ولا نقص أن يكون نبي يتعلم من غيره في غير أصول الدين وفروعه فإنه لابد أن يكون أعلم أهل زمانه فيهما لا في غيرهما وقد نقل أنه قال الخضر: كفاك بالتوراة علمًا. فقال له موسى: إن الله أمرني بهذا فجئتك (قَالَ): الخضر (إِنَّكَ لَنْ تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) لما ترى من الأفعال التي تخالف شريعتك (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) أي: وكيف تصبر وأنت نبي على أمور لم يحط ببواطنها خُبْرُك وظواهرها مناكير، فنصب خبرًا على التمييز أو مصدر؛ لأن " لم تحط " بمعنى لم تخبر (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ


الصفحة التالية
Icon