الدنيا وهم اليهود والنصارى، وعن بعضهم أنَّهم من هذه الأمة في آخر الزمان (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا): شرًا وخسرانًا أو هو واد في جهنم يسيل فيه صديد أهل النار (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا)، هذا يدل على أن الآية فِي الكفرة إلا عند من يقول: تارك الصلاة كافر وعليه كثير من السلف (فَأُولَئِكَ يَدْخلُونَ الْجَنةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا): بنقص جزاء أعمالهم فـ شيئًا إما مصدر أو مفعول بمعنى لا ينقصون ولا يمنعون شيئًا من جزاء أعمالهم (جَنَّاتِ عَدْنٍ) بدل من الجنة بدل البعض، والعدن عَلَم، ولذلك جاز أن يكون بدلاً من المعرفة وجاز وصفها بقوله: (الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ) أي: وهي غائبة عنهم لم يروها (إِنَّهُ): إن الله (كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا): مفعول لا بمعنى فاعل، فإن الوعد هو الجنة وهم يأتونها (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا): ما لا طائل تحته، (إِلا سَلامًا) استثناء منقطع وهو سلام الملائكة أو بعضهم بعضًا، وقيل السلام الدعاء بالسلامة، والدعاء بها في الجنة من باب اللغو نعم فائدته الإكرام (وَلَهُمْ رِزْقفمْ فيهَا بُكْرةً وَعَشِيًّا) لا فيها ليل ونهار لكن على التقدير وعن بعضهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ومقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب وقيل المراد الدوام (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ