التحذير من علماء السوء وعباد الضلال، (وَيَصُدونَ عَن سَبِيلِ اللهِ)، يصرفون الناس عن اتباع الحق، (وَالذِينَ يَكْنِزُونَ الذْهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا)، الضمير للدنانير والدراهم الكثيرة الدالة عليها يَكْنِزُونَ الذهب والفضة، أو للكنوز أو للفضة، لأنها أقرب وتدل على أن حكم الذهب بطريق الأولى، (في سَبِيلِ اللهِ فبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، عن كثير من السلف كعمر وابنه وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم أن الكنز مال لم يؤد منه الزكاة وما أدي زكاته فليس بكنز وقد صح عن عليٍّ رضي الله عنه قال: أربعة آلاف فما دونها نفقة فما أكثر من ذلك فهو كنز ومثل هذا مذهب كثير من السلف، والأخبار في مدح التقلل وذم التكثر أكثر من أن يخفى، (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ)، أصل معناه يوم تحمى النار، أي: توقد ذات حمي وحر شديد على الكنوز ثم طوى ذكر النار وحول الإسناد إلى الجار والمجرور للمبالغة في شدة حر الكنوز، (فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ)، لا يوضع دينار على دينار لكن يوسع جلده حتى يوضع كل درهم في موضع على حدة قال بعضهم صاحب الكنز إذا رأى الفقير قبض جبهته وولى ظهره وأعرض عنه كشحه ولهذا خص الجباه والجنوب والظهور، (هَذَا مَا كَنَزْتُمْ)، أي: يقال لهم ذلك، (لِأَنْفُسِكُمْ)، فصار النفع ضرًّا، (فَذُوقُوا): وبال، (مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)، ما