تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه كفر ضموه إلى كفرهم، (يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا): ضلالاً زائداً، (يُحِلُّونَهُ): أي: النسيء من الأشهر الحرم، (عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً): إذا قاتلوا فيه أحلوه وإذا لم يقاتلوا فيه حرموه، (لِيُوَاطِئُوا): متعلق بما دل عليه الكلام، أي: حرموا مكانه شهرًا آخر ليوافقوا، (عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ): لا يزيد ولا ينقص الأشهر الحرم من الأربعة، (فيُحِلوا مَا حَرَّمَ اللهُ)، [فإنهم] لم يحرموا الشهر الحرام بل وافقوا في العدد وحده، قيل: وربما زادوا في عدد الشهور فيجعلونها ثلاثة عشر أو أربعة عشر ليتسع لهم الوقت فلذلك قال تعالى: " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر " الآية، (زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ): فإن الشيطان يغويهم، (وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِي)، أي: لا يهدي من هو في علم الله كافر مؤبد الكفر أو معناه، لا يهديهم في حال كفرهم.
* * *
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (٣٨) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٠)


الصفحة التالية
Icon