آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٢) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (٤٣) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤)
* * *
(وَلَقَدْ آتيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ)،: الألواح أو معنى آتينا أردنا إيتاءه، أو المراد من الكتاب ما يستلزمه وهو الرسالة، لأن التوراة ما كان إلا بعد هلاك فرعون كما مر في سورة الأعراف لما سلى رسوله بقوله (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا) شرع يبين أعداءهم مجملاً ومفصلاً، (وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا)،: معينًا يعاونه في أمر النبوة، (فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) فإن قوم فرعون لما أشركوا بالله كذبوا بما جاء به الأنبياء من قبلهم، (فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا)، أي: فذهبا فكذبوهما فاستأصلناهم، اختصر القصة فذكر مجملها، لأن المقصود إلزام الحجة ببعثة الرسل أو استحقاق الهلاكة بالتكذيب، (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ)،: نوحًا ومن قبله أو لأن من كذب رسولاً فقد كذب الرسل، لأن بعضهم يصدق بعضًا (أَغرَقنَاهُمْ)،: بالطوفان، (وَجَعَلْنَاهُمْ)، إغراقهم أو قصتهم، (لِلنَّاسِ آيَةً)، عبرة، (وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ): سوى عذاب الدنيا، (عَذَابًا أَلِيمًا وَعَادًا وَثَمُودًا): عطف على قوم نوح، وناصبه محذوف، أي: لما فعلوا مثل ما فعل المذكورون عذبناهم كما فعلنا بهم، أو عطف على هم في جعلناهم على أن يكون وجعلناهم عطفًا على مجموع الشرط والجزاء، (وَأَصْحَابَ الرَّسِّ)، اختلف فيهم


الصفحة التالية
Icon