الدنيا والآخرة، (فلا تَسْتَعجلُونِ): بالإتيان بها وقيل: هذا جواب المشركين حين استعجلوا بالعذاب، (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ): وقت وعد العذاب أو القيامة، (إِن كُنتمْ): أيها المؤمنون، (صَادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الذِينَ كَفَرُوا)، وضع موضع يعلمون دلالة على ما أوجب لهم ذلك، (حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ): مفعول به ليعلم أي: لو يعلمون الوقت الذي يحيط بهم النار فلا يقدرون على دفعها، ولا يجدون ناصرًا والجواب محذوف، أي: بما استعجلوا، (بَلْ تَأْتِيهِمْ) أي: لا يعلمون بل تأتيهم العدة أو القيامة أو النار، (بَغتَةً): فجأة مصدر، لأنها نوع من الإتيان أو حال، (فَتَبْهَتُهُمْ): تحيرهم، (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ): يمهلون، (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُل مِّن قَبْلِكَ): يا محمد فليس بشيء بدع منهم فلا تغتم، (وحَاقَ): أحاط، (بِالذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم): من الأمم السالفة، (ما كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُون) أي: جزاء ما فعلوا، أو هم استهزءوا بعذاب وعدهم الرسل إن لم يؤمنوا، فأحاط بهم ذلك العذاب فسيحيط بمن يتخذك هزوًا.
* * *
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (٤١) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ


الصفحة التالية
Icon