يعني إن صدر عني صغيرة (رَبِّ هَبْ لِي حكْمًا) علمًا وفهمًا أو نبوة (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الكاملين في الصلاح الذين ما أذنبوا (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) ذكرًا جميلاً، وثناء حسنًا بعدي إلى القيامة أُذكَر به، ويقتدى بي في الخير، وقيل صادقًا من ذريتي يدعو الناس إلى الله (وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) أي: ممن لهم الجنة كأخص أموالهم (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ) وهذا قبل أن يتبين أنه عدو لله كما مر في سورة التوبة (وَلاَ تحزِني) لا تفضحني ولا تذلني (يَوْمَ يُبْعَثُونَ) يبعث الخلائق، أو هؤلاء المشركون، وجميع الأنبياء عليهم السلام مشفقون من سوء العاقبة، فإنه لا معقب لحكمه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، أو لا تخزني بإهانة والدي، وقد ورد أن إبراهيم يلقى أباه في القيامة، فيقول: وعدك أن لا تخزني يوم يبعثون، فيقول الله: إني حرَّمت الجنة على الكافرين (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) لكن من أتى بقلب عن الشرك، أو صحيح لا مريض كالمنافق يسلم وينتفع، أو حال من أتى بهذا القلب ينفعه، أو لا ينفع شيء إلا حال من أتى الله به، أو لا ينفعان أحد إلا سليم القلب، لأنه صرف المال في الخير، وأرشد الأولاد أو جعل سلامة قلبه من جنسهما كما تقول: هل لك مال وأولاد؟ فيقول: مالي، وأولادي غنى قلبي