الأخرى (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنينَ) حالان من الآيات، أو خبران لمحذوف، أو بدلاً من الآيات، أو خبران بعد خبر (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) تكرير الضمير للاختصاص، والواو للعطف أو للحال (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ) أي: أعمالهم القبيحة حتى رأوها حسنة (فَهُمْ يَعْمَهُونَ) عنها لا يدركون قباحتها (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ العَذَاب): في الدارين (وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ): ما أحدٌ أشد منهم خسرانًا (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى) لتؤتى (الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) أي حكيم أيّ عليم، ولهذا المعنى نكرهما، وهذا تمهيد لذكر هذه القصص التي تأتي، فكم فيها من لطائف حكمه، ودقائق علمه (إِذ قَالَ) مقدر باذكر، كأنه قال خذ من آثار حكمته وعلمه قصة موسى، أو متعلق بـ عليم (مُوسَى لأَهْلِهِ) حين مسيره من مدين إلى مصر، وقد ضل الطريق (إِنِّي آنسْتُ): أبصرت (نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا): من أهل النار (بِخَبَرٍ) عن حال الطريق (أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ) الشهاب: الشعلة، والقبس: النار المقتبسة من جمر ونحوه، فهو إما بدل أو صفة، وقراءة الإضافة من إضافة الخاص إلى العام (لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) رجاء أن تستدفئوا بها من البرد فإنهم في ليل شتوي (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ) أي: بأن، أو (أن) مفسرة، فإن في النداء معنى القول (مَنْ في النَّارِ) عن ابن عباس وغيره أي: قدس من في النار، وهو الله سبحانه، والنار نوره تعالى على معنى أنه نادى موسى منها، وأسمعه كلامه من جهتها،


الصفحة التالية
Icon