إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (٨٢)
* * *
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ) من القبور أحياء، والعامل في " إذا " فعل يدل عليه " أئنا لمخرجون "، وهو يخرج؛ لأن ما بعد كل من الهمزة وإن واللام لا يعمل فيها قبله، وتكرير الهمزة لتأكيد الإنكار، (لَقَدْ وَعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآباؤُنَا مِن قَبْلُ): من قبل بعث محمد، (إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ): سمرهم وأكاذيبهم، (قُلْ) لهم: (سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الُمجْرِمِينَ) حتى تعلموا أن هذا ليس بكذب وإسمار، (وَلَا تَحْزَنْ) يا محمد، (عَلَيْهِمْ): على تكذيبهم وإعراضهم عنك، (وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ): حرج صدر، (مِّمَّا يَمْكُرُونَ): من مكرهم فإن الله يعصمك، (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ): القيامة، وقيل: وعد العذاب، (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم)، دنا لكم وتبعكم، (بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) كيوم بدر، فإنه قامت فيه قيامتهم، وحكم لعل وعسى في مواعيد الملوك حكم الجزم، وإنما يطلقونه إظهارًا لوقارهم، وأن الرمزة منهم كافية في الأغراض، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى


الصفحة التالية
Icon