إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي) من أجرته إذا كنت له أجيرًا، فقوله: (ثَمَانِيَ حِجَجٍ) ظرفه، أو من أجرته كذا إذا اثبته إياه، فثماني حجج ثاني مفعوليه، أي: رعية ثماني حجج (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا) عمل عشر حجج (فَمِنْ عِنْدِكَ) فإتمامه من عندك تفضلاً وتبرعًا، ويمكن أن يكون مثل هذا النكاح جائزًا في شرعهم، ويمكن أن يكون هذا استدعاء العقد لا نفسه (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) بالإلزام إتمام العشر (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) في حسن الصحبة، والوفاء بالقول (قَالَ) موسى: (ذَلِكَ) الذي عاهدتني فيه (بَيْنِي وَبَيْنَكَ) قائم لا نخرج عما شرطنا (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ) الأقصر والأطول (قَضَيْتُ) ما زائدة (فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ) لا يعتدى عليَّ في طلب الزيادة عليه، ولي الخيار مطلقًا (وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ) من المشارطة، (وَكِيلٌ) شاهد.
* * *
(فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٢٩) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٣٠) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (٣١) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ