(ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مّنْ أَنفُسِكُمْ): منتزعًا من أحوالها من للابتداء، (هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ): من مماليككم، من للتبعيض، (مِّن شُرَكَاءَ)، من زيدت للتأكيد، لأن الاستفهام بمعنى النفي، (فِى مَا رَزَقناكُمْ): من أموال وأولاد، (فَأَنتُمْ فيه سَوَاءٌ)، يعني: هل ترضون أن يشارككم بعض مماليككم في أموالكم فتكونون أنتم وهم على السواء من غير تفصلة في التصرف، (تَخَافُونَهُمْ): تهابون أن يستبدوا بتصرف، (كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ)، كما يهاب بعضكم بعضًا من الأحرار فإذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم فكيف لرب الأرباب مالك الأحرار والعبيد أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء، كان بها يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك، (كَذَلِكَ): مثل ذلك التفصيل، (نُفَصِّلُ): نبين، (الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلمُوا): أشَركوا، (أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْم): جاهلين ليس لهم رادع، (فَمَن يَهْدِى مَنْ أَضَلَّ اللهُ): من يقدر على هداية من أراد الله إضلاله، (وَمَا لَهُم مِن نَّاصِرِينَ): يخلصونهم من الغواية وبوائقها، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ): قومه، (لِلدِّينِ حَنِيفًا): لا تلتفت عنه وتوجه بكليتك إليه، وحنيفًا حال إما من فاعل أقم أو من الدين، (فِطْرَتَ اللهِ): الزموا فطرته، أي: خلقته أو دينه، (الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)، فإنه فطر الخلق على معرفته وتوحيده ثم طرأ على بعضهم العقائد الفاسدة، (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ): ما ينبغي أن يبدل تلك الفطرة، وقيل: لا تبديل لما