يَشَاءُ وَيَقْدِرُ): يضيق لمن يشاء فما لهم يقنطون من رحمته ولا يشكرون كالمؤمنين، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، فإنهم مستدلون بها على حكمته وقدرته، (فآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ): من الصلة والبر، لما ذكر بسط الرزق أتبعه ذكر الصدقة فجيء بالفاء، (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السبِيلِ)، وحقهم نصيبهم من الصدقة، (ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ) أي: جهته، وجانبه أو يريدون النظر إليه في الآخرة، (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، حيث حصلوا بما بسط لهم النعيم المقيم، (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا)، أي: ما أعطيتم من أجل ربا، (لِيَرْبُوَ): ليزيد ويزكو، (فِي أَمْوَالِ النَّاسِ) أى: بين أموالهم، (فَلَا يَرْبُو): لا يزكو، (عِنْدَ اللهِ)، ولا يثاب عليه يعني من يعطى عطية يريد أن يرد المهدى له أكثر مما أهدى فلا ثواب له لكن هذا ليس بحرام أو الآية في الربا المحرم والأول هو قول السلف، (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ): صدقة، (تُرِيدُونَ): به، (وَجْهَ اللهِ) أي: مخلصين، (فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) أي: ذو الإضعاف من الثواب وضمير ما محذوف أي المضعفون به، (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ)، " من " موصولة مبتدأ و " من شركائكم " خبره و " من " للتبعيض، و " من شيء " مفعول يفعل ومن زيدت لتعميم المنفي ومن في " من ذلكم " إما للبيان قدم أو للتبعيض، قيل من استفهامية ويفعل خبره ومن شركائكم بيان من قدم عليه وفي هذا الوجه من المبالغة ما ليس في الأول ولما أثبت صفات الألوهية لله ونفاها عن الشركاء استنتج من ذلك تقدسه عن الشركة فقال: (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى)، عطف على ناصب سبحانه، (عَمَّا يُشرِكُون).


الصفحة التالية
Icon