أو زكريا وأهل بيته، (كَانُوا يُسَارِعُونَ): يبادرون، (فِي الْخَيْرَاتِ): في عمل القربات، (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا): راغبين في رحمتنا راهبين من عذبنا، (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) لا يخافون ولا يخضعون لغيرنا، (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا) أي: مريم فإنها بكر ما ذاقت حلالاً ولا حرامًا، (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا): بأن أمرنا جبريل بالنفخ في جيب درعها، وإضافة الروح إليه للتشريف، وقيل من جهة روحنا جبريل، (وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً) دالة على كمال قدرتنا، (لِلْعَالَمِينَ) فإنها أتت به من غير فحل، (إِنَّ هَذِهِ): ملة الإسلام، (أمتكُمْ): ملتكم، (أمًة وَاحِدَةً): غير مختلفة في ما بين الأنبياء، نصب على الحال، (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ): لا غيرى، (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ) إما بمعنى قطعوا، أو نصب أمرهم بنزع الخافض، يعني اختلفوا وصاروا فرقًا التفت من التكلم إلى الغيبة لينعي عليهم ما أفسدوه إلى المؤمنين، ويقبح عندهم كأنه يقول: ألا ترون إلى قبح ما ارتكبوا هؤلاء في ديننا؟
(كُلٌّ): من الفرق، (إِلَيْنَا رَاجِعُون): فنجازيهم.
* * *
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (٩٤) وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (٩٧) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ


الصفحة التالية
Icon