شَكُورٌ): لطاعاتهم، (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ)، من للتبيين يعني القرآن، (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ): من الكتب السماوية، (إِنَّ اللهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ): عالم بالبواطن والظواهر، ولهذا اجتباك وأنزل عليك هذا الكتاب، (ثُمَّ أَوْرَثْنَا): حكمنا بتوريثه منك أو عبر بالماضي عن المضارع لتحققه، (الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا): آلك وأصحابك ومن بعدهم من أمتك، (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ): لتقصيرهم في العمل به، وهم يحبسون في طول المحشر حتى يصيبهم الهم الطويل، ثم يدخلون الجنة، وفي الحديث " هم الذين يقولون الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ " ويدل على ما فسرنا الأحاديث الكثيرة، (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ): لأنَّهُم يعملون به في أغلب أحوالهم، وهم يحاسبون حسابًا يسيرًا، (ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ): بالطاعات هم الأولياء والأبرار، (بِإِذْنِ اللهِ): بأمره، وإرادته وهم يدخلون الجنة من غير حساب، أخر السابقين لقلتهم، وللترقي من الأدنى، وعن عائشة حين سأل عقبة عن تلك الآيات " يا بني كلهم في الجنة أمَّا السابق فمن مضى على عهد رسول الله - ﷺ - وشهد له بالجنة، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه، وأما الظالم فمثلي ومثلكم "، وهذا منها - رضى الله عنها - من باب التواضع، وهضم النفس


الصفحة التالية
Icon