(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) هي النفخة الأولى قبل قيام القيامة المسماة بنفخة الفزع، وهي من أشراط الساعة، أو المراد قيام القيامة، فإضافة المصدر إلى فاعله أي: شدة تحريكها للأشياء أو زلزال وأهوال هي فيها فمن إضافة المصدر إلى الظرف على الاتساع في إجرائه مجرى المفعول به، أي: الزموا التقوى، فإنه لا ينفعكم في هذا اليوم العظيم إلا التدرع بلباس التقوي، (يَوْمَ تَرَوْنَهَا) الزلزلة، ونصب يوم بقوله: (تَذهَلُ) الذهول الذهاب عن الأمر مع دهشة، (كُلُّ مُرْضِعَةٍ): في حال إرضاعها، (عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا): لشدة ذلك اليوم والذهول، والوضع لبيان واقع إن كان المراد حين النفخة الأولى، وإلا فتصوير لهولها، (وَتَرَى النَّاسَ سُكارَى): كأنهم سكارى، (وَمَا هُم بِسُكَارَى): في الواقع، أو كأنَّهم سكارى من الخمر، وما هم بسكارى منه، (وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ) فأدهش عقولهم أو فهم سكارى من الخوف، (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتبِعُ): في جداله، (كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ) عار عن الخير مطلقًا جادل قريش، وقالوا: محال إعادة الخلق بعدما صاروا ترابًا، وقد نقل أن واحدًا منهم قال: أخبرنا عن ربك من ذهب أو فضة أو نحاس فصعقته صاعقة فاختطفته، (كُتِبَ): قُضي وقُدّر، (عَلَيْهِ) على الشيطان، (أَنَّهُ) الشيطان، (مَنْ تَوَلَّاهُ): تبعه، (فَأَنَّهُ): الشيطان،