نجارًا أو قصارًا، ويتعبد في غارٍ بقرب بلدهم، وكان كثير الصدقة سقيمًا، لما سمع همهم بقتل رسلهم جاء لنصح قومه ونصرة رسل الله (قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا): من لا غرض له (وَهُمْ مُهْتَدُونَ) فقيل له: أنت تصدق هؤلاء وتذم ديننا فقال: (وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ): بعد الموت، فيحازيكم بأعمالكم، فاعبدوا أنتم أيضًا إياه، ووحدوه وصدقوا رسله (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ): من دون الله (آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا): لا تمنع شفاعتهم عني شيئًا من العذاب (وَلاَ يُنقِذُونِ): ولم يقدروا على إنقاذي (إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ): إن أعدل عن عبادة قادر نافع ضار إلى عاجز (إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ): الذي كفرتم به (فَاسْمَعُونِ) أي: قولي أو الخطاب للرسل، ومعناه: اشهدوا لي بذلك عند ربكم، فوطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره، أو رجموه حتى قتلوه، فلما قتلوه (قِيلَ) أي: قال الله له: (ادْخُلِ الجَنَّةَ): بشره وأذن له فى الدخول، فلما رأى عناية الله (قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي) ما مصدرية أو موصولة، والباء صلة يعلمون، وقيل الباء صلة غفر وما استفهامية أي: يعلمون أنه غفر لي بأي شيء أراد الإيمان بالله، والمصابرة بإعزاز دينه (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ): تمني علمهم بحاله؛ ليعلموا أنه على الحق فيردعوا عن الكفر، أراد نصح قومه في حياته ومماته (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ): قوم [حبيب] (مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ منَ