مُشْتَرِكُونَ إِنَّا كَذَلِكَ) مثل ذلك الفعل (نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمين): بالمشركين (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهم): في الدنيا (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ): عن أن يقولوها وَيَقُولُونَ (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) أرادوا به أصدق الخلائق وأعقلهم عليه أكمل الصلاة، وأفضل السلام (بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ) يعني: أتى بما أتى به الأنبياء ذوو المعجزات (إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي: مثله (إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) عن كدر الكفر، والنفاق استثناء متصل إن كان الخطاب في أنكم، وفي ما تجزون لجميع المكلفين (أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ): خصائصه من طيب الطعم والرائحة وحسن المنظر أو وقته، قال تعالى: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) [مريم: ٦٢] (فوَاكه) بدل الكل أو خبر محذوف، ورزق أهل الجنة ليس إلا للتلذذ (وَهُم مُّكْرَمُون): بخلاف الكفرة (في جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ظرف أو حال، أو خبر بعد خبر (عَلَى سُرُرٍ متَقَابِلِينَ): ناظرين بعضهم بعضًا، وعلى سرر ظرف مقدم، أو حال أو خبر (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ) تسمى الخمر نفسها كأسًا (مِنْ مَعِينٍ): من نهر جارٍ على وجه الأرض كما يجري الماء (بَيْضَاء): لا كدرة فيها (لَذةٍ للشارِبِينَ) كأن الخمر نفس اللذة وعينها أو تأنيث لذّ بمعنى لذيذ، وهما صفتان للكأس (لَا فِيهَا غَوْلٌ) غائلة، وفساد من فولتج ونحوه كخمر الدنيا (وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ): يسكرون هو من عطف الخاص على العام،


الصفحة التالية
Icon