الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ) استفهام استبعاد، وأما قراءة كسر الهمزة فعلى حذف همزة الاستفهام لدلالة أم بعدها عليها، وقيل بدل من ولد الله، أو بتقدير القول أي: لكاذبون في قولهم أصطفى (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) بمثل هذا (أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) إنه سبحانه مقدس عن مثل ذلك (أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ): حجة واضحة من السماء على ما تقولون (فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ): الذي أنزل عليكم هذا (إِنْ كنتُمْ صَادِقِينَ وَجَعَلُوا بَينَهُ): بين الله (وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا) قالوا الملائكة بنات الله. فقال أبو بكر رضي الله عنه: من أمهاتهن؟! قالوا: سروات الجن أو زعموا عليهم لعائن الله أن الله سبحانه، وإبليس أخوان، أو المراد من الجنة الملائكة سُمُّوا جنة؛ لاجتنانهم عن الأبصار (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُون) أي: الجن يعلمون أن القائلين بهذا، أو أن الجنة لمحضرون والعذاب يعني: الكفار يسوّون الجن باللهِ، والجن يعلمون كذبهم، وعلى قول من فسر الجنة بالملائكة معناه: ولقد علمت الملائكة أن الكافرين القائلين بذلك لمحضرون في العذاب (سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفون): من الولد والنسب (إِلا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) منقطع من المحضرين أي: لكن المخلصون ناجون، أو متصل من ضمير جعلوا أو يصفون إن فسر بما يعمهم (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ) أي أنتم وأصنامكم ما أنتم بفاتنين على الأصنام يعني: لا تُغوون، ولا تضلون أنتم أحدًا إلا من هو في علم الله أنه يدخل الجحيم،


الصفحة التالية
Icon