عنقه ذكر أن له عشرين فرسًا، أو عشرين ألف فرس ذات أجنحة تعرض عليه للجهاد، فنسي صلاة العصر حتى غربت الشمس، كما وقع على نبينا عليهما الصلاة والسلام يوم الخندق؛ فاغتم لذلك فطلبها فعقرها غضبًا لله تعالى، وكان ذلك مباحًا له، وقيل: ذبحها وتصدق بها، والذبح على ذلك الوجه مباح في شريعته، فعوضه الله تعالى بما هو خير منه، وهو الريح التي تجرى بأمره، وعن بعضهم كوى سوقها، وأعناقها بكي الصدقة، وحبسها في سبيل الله تعالى، وعن بعضهم يمسحها بيده لكشف الغبار حبًّا لها، وهو قول ضعيف بعيد عن مقتضى المقام (١) (وَلَقَدْ فَتَنَّا): ابتلينا (سُلَيْمَانَ) بأن سلبنا الملك منه أربعين يومًا، وقيل أكثر (وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ): وسلطنا على ملكه (جَسَدًا): شيطانًا (جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ) رجع إلى ملكه أو تاب، ثم اعلم أنه لم يصح حديث في تفصيل تلك القصة، وما نقل عن السلف، فالظاهر أنه من الإسرائيليات التي

_
(١) بل هو الحق والصواب إن شاء الله تعالى
وقد روي عن ابن عباس - رضى الله عنهما -، والزهري، واختاره ابن جرير قال: إنه لم يكن ليعذب حيوانًا ويهلك مالاً من ماله بلا ذنب منها، ولا شك في بعد هذا القول، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon