ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣)
* * *
(وَإِذْ بَوَّأنَا لإِبْرَاهِيمَ): واذكر زمان جعلنا له، (مَكَانَ البَيْتِ): مباءة مرجعًا يرجع إليه للعمارة والعبادة وذكر مكان البيت لأن البيت ما كان حينئذ، (أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا) أن مفسرة لـ بَوَّأنَا من حيث إنه تضمن معنى تعبدنا، أي: ابْنِهِ على اسمي وحدي، (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ): من الشرك، (لِلطائِفِينَ): حوله، (وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، عبر عن الصلاة بأركانها أو المراد بالقائمين: المعتكفون لمشاهدة الكعبة، وبالركع السجود المصلون، (وَأَذِّن): نَادِ، (فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ): بدعوته والأمر به، نقل أنه قام على مقامه أو على الحجر، أو على الصفا أو على أبي قبيس، وقال: يا أيها الناس إن ربكم اتخذ بيتًا فحجوه، فأجابه كل شيء من شجر وحجر ومن كتب الله له الحج إلى يوم القيامة، وهم في أصلاب آبائهم: لبيك اللهم لبيك، (يَأتوكَ رِجَالاً): مشاة جمع راجل، (وَعَلَى كُلِّ ضَامِر)، أي: ركبانًا حال معطوف على حال، (يَأتِينَ)، صفة لـ ضامر، وجمعه باعتبار معناه، (مِن كُلِّ فَجٍ عَمِيقٍ): طريق بعيد، (لِيَشْهَدُوا): يحضروا، (مَنَافِعَ): دينية ودنيوية، (لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ): عشر ذي الحجة، أو يوم النحر وثلاثة بعده ويعضد الثاني قوله: (عَلَى مَا رَزَقَهم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنعَامِ)، فإن المراد التسمية عند ذبح الهدايا والضحايا، (فَكُلُوا مِنْهَا)، الأمر للاستحباب أو للإباحة، فالجاهلية يحرمون أكلها،