إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ) فما لهم ينكرون زاعمين أن الرسول لا يكون بشرًا، (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ): أهل الكتاب، والمشركون يشاورونهم في أمر النبي - ﷺ - ويثقون بقولهم، (إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، أن الرسل بشر، (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ) أثبت لهم ثلاثة أشياء هي لا تكون للملك، وهي لبشر تحقيقًا لنفى الملكية عنهم ولإثبات البشرية لهم: كونهم أجسادًا، والجسد جسم ذو لون، والملك لصفائه لا يوصف باللون، كما لا يطلق الجسد على الماء والهواء، ووحد الجسد لإرادة الجنس، وأنَّهم أكلوا الطعام، وأنَّهم يموتون في الدنيا، وموت الملك لا يكون إلا بعد انقراض الدنيا، أو لأن المشركين اعتقدوا خلود الملك، (ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الوَعْدَ) أي: في الوعد، (فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَشَاءُ): ومن في إبقائه حكمة، (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ): في الكفر، (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ):


الصفحة التالية
Icon