وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٢٩)
* * *
(وَكَمْ قَصَمْنَا): أهلكنا والقصم: الكسر الشديد، (مِنْ قَرْيَةٍ): من أهلها، (كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا): مكانها، (قَوْمًا آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا): أدركوا، وشاهدوا شدة عذابنا، (إِذَا هُم مّنْهَا يَرْكُضُون): يهربون بسرعة، والركض ضرب الدابة بالرجل، (لاَ تَرْكُضُوا) أي: قيل لهم لا تركضوا، (وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ): من التلذذ والتنعم والإتراف: إبطار النعمة، (وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ) غدًا من أعمالهم، أو تسألون شيئًا من دنياكم فتعطون من شئتم، وتمنعون من شئتم، فإنهم أهل ثروة ينفقون رئاء الناس، تهكم بهم الملائكة بهذا القول، ووبَّخَهم وقيل: يسألكم خدمكم في أموركم، كيف نأتي ونذر كعادة المنعمين، أو يسألكم الناس في مهامهم ويستشفون بتدابيركم، (قَالُوا): حين رأوا العذاب، (يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ): ندموا حين لا ينفعهم الندم، (فَمَا زَالَت تِّلْكَ): المقالة، أي: الاعتراف بالظلم، (دَعْوَاهُمْ): دعوتهم نحو: آخر دعواهم أن الحمد لله، (حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا): مثل [زرع] محصود، (خَامِدِينَ) ميتين من


الصفحة التالية
Icon