خَلَتِ النُّذُرُ)، حال من مفعول اذكر، أو معترضة بين أنذر وبين أن لا تعبدوا، (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ): قبله، (وَمِنْ خَلْفِهِ): بعده فأنذروا كما أنذر، (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ)، أن مفسرة، أو بألا تعبدوا، فإن النهي عن شيء إنذار عن مضرته، (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا): تصرفنا، (عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا)، من العذاب، (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ إِنَّمَا العِلْمُ عِندَ اللهِ)، هو يعلم متى يأتيكم العذاب، ولا مدخل لي في الاستعجال، (وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ): فما على الرسول إلا البلاغ، (وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ)، لأنكم تستعجلون بعذاب يحتمل الوقوع، (فَلَمَّا رَأَوْهُ)، الضمير مبهم يفسره قوله: (عَارِضًا)، وهو إما تمييز، أو حال، أو الضمير لما طلبوا إتيانه يعني سحابًا عرض في أفق السماء، (مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ): متوجه أوديتهم، والإضافة لفظية، ولذا وقع صفة لنكرة، (قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا)، وكذا هذه الإضافة لفظية، استبشروا لأنه قد حبس عنهم المطر، (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ)، من العذاب، أي: قال هود بل هو، أو الإضراب من الله تعالي، ولا قول ثمة، بل هو عبارة عن سرعة استئصالهم كقوله تعالي: " فقال لهم الله موتوا " بعد قوله: " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم " [البقرة: ٢٤٣] فإن معناه فأماته الله، (رِيحٌ)، أي: هي ريح، (فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تدَمِّرُ): تهلك، (كُلَّ


الصفحة التالية
Icon