لخلقهم وتعوق البعض عن الوصال إليها لا يمنع كون الغاية غاية، وأما قوله: (ذرأنا لجهنم) [الأعراف: ١٧٩] فلام العاقبة نحو: لدوا للموت، أو إلا لنأمرهم بالعبادة، أو ليقروا بي طوعًا أو كرهًا أو المراد منهم المؤمنون، (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) أي: يُطْعِمُونِي أي: ليس شأني مع عبادي كشأن السادة مع العبيد، وقيل إن يرزقوا أنفسهم، أو أحدًا من خلقي وإسناد الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله تعالى وإطعام العيال إطعامه، وفي الحديث القدسي " استطعمته فلم يطعمني " (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ): لجميع خلقه، (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ): المتين المبالغ فِي القوة، (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا): نصيبًا من العذاب، (مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ): من الأمم السوالف، (فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ)، كما قالوا: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ): يوم القيامة.
والحمد لله على الهداية.
* * *