فأنزل الله قوله: (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) تخفيفًا فيكون ناسخة لما في آل عمران (واسْمَعُوا) مواعظه (وَأَطِيعُوا) أوامره (وَأَنفِقُوا) في مصارف الخير (خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ) تقديره ائتوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ فهو كالفذلكة للأوامر السابقة، أو تقديره يكن خيرًا فيكن جوابًا للأوامر ومعناه أنفقوا لأنفسكم خيرًا من أموالكم (وَمَن يُوقَ) وقاه الله (شُحَّ) حرص (نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِن تُقْرِضُوا اللهَ) بصرف المال فيما أمر (قَرْضًا حَسَنًا) من مال حلال بإخلاص (يُضَاعِفْهُ لَكُمْ) أي أجره أضعافًا كثيرة (وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ) يعطي الجزيل بالقليل (حلِيمٌ) فيقبل ولا يرد ويصفح ويتجاوز عن الذنوب (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ.
* * *


الصفحة التالية
Icon