لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (٤٩) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٥٠) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٥٢)
* * *
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ): عند حال من قوله: (جَنَّاتِ النَّعِيمِ): لا تنغيص فيها أصلاً، نزلت حين قالوا: إن صح أنا نبعث كما يزعم محمد لم يكن حالنا وحالهم إلا مثل ما هي في الدنيا لم يفضلونا، ولم يزيدوا علينا، (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ)، أنكر الله ما يدعون، وأبطله، ثم قال لهم - على طريق الالتفات: (مَا لَكُمْ) أي شيء لكم؟ (كَيْفَ تَحْكُمُونَ): هذا الحكم الأعوج أتحكمون من عند أنفسكم ورأيكم؟! (أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ): من الله، (فِيهِ تَدْرُسُون): تقرءون، (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ): هذا كما تقول: علمت أن في الدار لزيد، أو حاصله: هل لكم من الله كتاب تقرءون فيه أن ما تشتهونه وتختارونه لكم؟! والجملة حكاية للمدروس قيل ضمير فيه الثانية جاز رجعها إلى عند ربهم، (أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا): عهود