ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا) أي: طويلة، وفي الحديث ما يدل على أنها أطول من مسافة بين السماء والأرض، (فَاسْلُكُوهُ): أدخلوه فيها، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - يدخل في استه، ثم يخرج من فيه، ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوي، (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ)، استئناف للتعديل، (وَلَا يَحُضُّ): لا يرغب، (عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ): على إطعامه، وفيه إشعار بأن تارك الحض بهذه المنزلة، فكيف بتارك الفعل، وبأن أشنع الذمائم البخل، وكان أبو الدرداء يحض امرأته على تكثير المرق للمساكين، ويقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها بالحض؟ (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ): قريب يحميه، (وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ): دم وقيح يسيل من لحومهم، أو شجرة فيها، (لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ): أصحاب الخطايا، والمراد المشركون.
* * *
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩)


الصفحة التالية
Icon