لتضمن الإنذار معنى القول جاز أن يكون أن مفسرة، (وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ): بعضها، وهو ما سبق وقيل: من زائدة، (وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى): منتهى آجالكم، ولا يستعجلكم بالعقوبة، فإن الطاعة وصلة الرحم يزاد بهما في العمر، (إِنَّ أَجَلَ اللهِ): الأجل الأطول، (إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ): فآمِنوا قبْل مجيئه، أو إن الأجل المقدر إذا جاء على الوجه المقدر به أجلاً لا يؤخر، فبادروا في حين الإمهال، (لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ): من أهل العلم لعلمتم ذلك، (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا) أي: دائمًا، (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا): من الحق، (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ): إلى الإيمان، (لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ): لئلا يسمعوا دعوتي، (وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ): تغطوا بالثياب لئلا يروني، أو لئلا أعرفهم، (وَأَصَرُّوا): على ضلالهم، (وَاسْتَكْبَرُوا): عن اتباعي، (اسْتِكْبَارًا)، قالوا: (أنؤمن لك واتبعك الأرذلون) [الشعراء: ١١١]، (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا) أي: دعوتهم مرة بعد أخرى بأي وجه أمكنني و " ثم " للتراخي الزماني، أو الرتبي، " وجهارًا " مصدر من غير لفظه، (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ): بالتوبة، (إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا): كثير الدرور