يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ): يسافرون للتجارة، واجتماع كلفة السفر، وكلفة إحياء الليل بالصلاة في غاية من الصعوبة، (وَآخَرُونَ يُقَاتِلونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)، هذا إخبار عن الغيب، فإن السورة مكية، والقتال شرع في المدينة، (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ): المفروضة عن بعض: إنه نسخ قيام الليل بالصلوات الخمس، (وَآتُوا الزَّكَاةَ): الواجبة، وهذا يدل على قوله من قال: إن فرض الزكاة بمكة لكن المقادير والمصرف لم يبين إلا بالمدينة، (وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا)، يريد سوى الزكاة من الصدقات، (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ)، هو ضمير الفصل، (خَيْرًا): من الذي تؤخرونه، أو من الذي أعطيتموه، وهو ثاني مفعولي تجدوه، (وَأَعْظَمَ أَجْرًا): نفعًا، وجزاء، وفي الصحيح قال - عليه السلام - " أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه؟ قالوا: ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال: اعلموا ما تقولون، قالوا: ما نعلم إلا ذلك، قال: إنما مال أحدكم ما قدم، ومال وارثه ما أخَّر "، (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ.
* * *