وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦)
* * *
(كَلَّا)، ردع لمن أنكرها، (وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ): أدبر على المضي كقبل بمعنى أقبل، وقيل: من دبر الليل النهار إذا خلفه، (وَالصُّبْحِ إِذَا أَسفَرَ): أضاء، (إِنَّهَا) أي: سقر، (لإِحْدَى الكُبَرِ): لإحدى البلايا الكبر، جمع كبرى، أسقطت ألف التأنيث كتائها، يقال: فُعَلُ في جمع فُعْلةٍ، وعن مقاتل دركات جهنم سبعة: جهنم، ولظى، والحطمة، والسعير، وسقر، والجحيم، والهاوية، وهي جواب القسم أو تعليل لـ (كلا) والقسم معترض للتوكيد، (نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ) تمييز أي: إنَّهَا لإحدى الدواهي إنذارًا كقولك: هو أحد الرجال كياسة، (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ)، بدل من البشر، (أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) مفعول شاء أي: نذيرًا لمن شاء التقدم والسبق إلى الخير، أو التأخر، والتخلف عنه، أو أن يتقدم مبتدأ، ولمن شاء خبره نحو " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " [الكهف: ٢٩] (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ): مرهونة عند الله في القيامة مصدر كالشتيمة، فإن فعيل الصفة لا يؤنث، (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ): فإنهم فكوا


الصفحة التالية
Icon