لا يعد نظرًا، ولهذا قدم المفعول، والأحاديت الصحاح في تفسير تلك الآية وأقوال السلف والخلف على ذلك بحيث يعد المكابر معاندًا، (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ): شديد العبوس، (تَظُنُّ): تتوقع، (أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ): داهية تكسر فقار الظهر، فهذا ما يفعل بهم في مقابلة النظر إلى الرب لكون ذلك غاية النعمة، وهذا غاية النقمة، والظن فى البلاء أشد، والتنوين في وجوه، ونظائره كـ قلوب يومئذ واجفة للتنويع، ويقوم مقام الوصف المخصص للمبتدأ، أو كان هذا أولى مما قيل: إن بعض المذكور كناظرة وصف مخصص، وبعضه كـ إلى ربها ناظرة خبر، (كَلاَّ)، ردع عن إيثار الدنيا، (إِذا بَلَغَتِ): النفس، (التَّرَاقِيَ): أعالي الصدور، (وَقِيلَ)، القائل الملك، (مَنْ رَاقٍ): من يرقى بروحه ملك الرحمة، أو ملك الرحمة، أو ملك العذاب، أو القائل الحاضرون من يرقيه مما به، (وَظَنَّ): المحتضر، (أنَّهُ): أن ما نزل به، (الفِرَاقُ): فراق الدنيا، (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)، الساق مثل في الشدة أي: التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة، وقيل: التوت الساق بالساق عند قلق الموت، (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ): المرجع يسوق الملك الروح إلى السماوات كما في الحديث.
* * *
(فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ