إنما استترتم لظنكم أن الله لا يعلم الخفيات، فهو بالحقيقة استدراك من المفعول له أي: ليس استتاركم لخوف الشهادة، بل لظن أن الله تعالى لا يعلم (وَذلِكُمْ)، مبتدأ (ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ) خبر أو بدل (أَرْدَاكُمْ)، خبر ثان أو هو الخبر أي: أهلككم، (فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، قد صرح بعض المفسرين أن كلام الجلود إلى قوله: (فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، (فَإِنْ يَصْبِرُوا): ولا يسألوا شيئًا، (فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ): لم ينفعهم الصبر، (وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا): يسترضوا، (فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ)، فلم يرضوا تقول استعتبته فأعتبني أي: استرضيته فأرضاني أو إن سألوا الرجوع عن الآخرة إلى الدنيا لم يجابوا، (وَقَيَّضْنَا): قدرنا، (لَهُمْ): للمشركين، (قُرَنَاءَ): من الشياطين، (فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) أي: أحْسَنوا لهم أعمالهم الماضية والآتية فلم يروا أنفسهم إلا محسنين أو أمر الدنيا واتباع شهواتها، وأمر الآخرة وإنكارها (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ): كلمة العذاب، (فِي أُمَمٍ) أي: كائنين في جملتهم حال من عليهم (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ) استئناف تعليل (كَانُوا خَاسِرِينَ).
* * *