نفعت التذكير، قال على رضي الله عنه: ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم، وحاصله إن كنت جربت أن الموعظة لا تنفع فلا تتعب نفسك (سَيَذَّكَّرُ): يتعظ، وينتفع بها (مَن يَخْشَى): الله (وَيَتَجَنَّبُهَا)، أي: الذكرى، ويتباعد عنها (الأَشقَى) من الكفرة لتوغله في الكفر والعناد، أو المراد من الأشقى الكافر في علم الله (الذِي يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى): نار جهنم، فإنما أشد حرًّا من نار الدنيا (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا): فيستريح (وَلَا يَحْيَى): حياة يجد منها روح الحياة، فهذا للكافر، وأما المذنب ففي صحيح مسلم وغيره (إن أناسًا دخلوا النار بخطاياهم يموتون في النار، فيصيرون فحمًا، ثم يخرجون فيلقون على أنهار الجنة فيرش عليهم منها، فينبتون كالحبة في حميل السيل) (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى): تطهر نفسه من الكفر والمعصية (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) بقلبه ولسانه (فَصَلَّى): الصلوات الخمس نحو: " أقم الصلوة لذكري " [طه: ١٤]، وعن كثير من السلف المراد من أعطى صدقة الفطر فصلى العيد، وعلى هذا يكون النزول سابقًا على الحكم، لأن السورة مكية، ولم يكن بمكة عيد ولا فطر كما قالوا في قوله: (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) كما سيجيء (بَلْ تُؤْثِرُونَ): تختارون (الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) عن ابن مسعود قال: حين وصل إلى هذه الآية، آثرناها لأنَّا رأينا زينتها، ونساءها، وطعامها، وشرابها، وزويت عنا الآخرة فاخترنا هذا العاجل، وجاز أن يكون