عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) أي: ما لا يقدر على تعلمه لولا تعليم الله، وقد صح أن هذه السورة إلى هذه الآية، أول آيات نزلت في جبل حراء (كَلَّا) ردع لمن كفر بنعمه بسبب طغيانه، وإن لم يذكر لدلالة الكلام عليه (إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى): ليتجاوز عن حده (أَنْ رآهُ): رأى نفسه، لولا أن الرؤية بمعنى العلم، لامتنع أن يكون مرجع المفعول مرجع ضمير الفاعل (استَغنَى) أي: رأى نفسه غنيًّا ذا مال، وهو ثاني مفعولي رأى (إِنَّ إِلَى ربِّكَ) يا إنسان، التفات للتهديد (الرُّجْعَى): الرجوع فيجازي طغيانك (أَرَأَيْتَ الذِي يَنْهَى) أي: أبا جهل (عَبْدًا): هو أشرف العباد - ﷺ - (إِذَا صَلَّى) قال عليه اللعنة: لئن رأيته ساجدًا لأطأن على عنقه (أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى) أخبرني، يا من له أدنى تمييز عن حال من ينهى عبدًا من العباد إذا صلى، إن كان على طريقة سديدة في نهيه عن عبادة الله، أو كان آمرًا بالتقوى، فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يزعم، ألم يعلم بأن الله يرى حاله، فيجازيه؟ أخبرني عن هذا الذي ينهى المصلى إن كان على


الصفحة التالية
Icon