نفعًا منكم (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى): إلا أن تحبوني في حق قرابني منكم ومن أجلها، أو إلا أن تحبوا أهل قرابتي وتجعلوهم مكان المودة، فالظرف حال، وعن الإمام أحمد قال عليه الصلاة والسلام للعباس: " لا يدخل قلب امرئٍ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي "، أو إلا أن تحبوا الله في تقربكم إليه بطاعته (وَمَنْ يَقْتَرِفْ): يكتسب (حَسَنَةً) طاعة (نَزِدْ له فِيهَا): في الحسنة (حُسْنًا) بأن نضاعف أجرها (إِنَّ اللهَ عفُورٌ شَكُورٌ) يقبل الطاعة وإن قَلَّت (أَمْ يَقُولُونَ) بل أيقولون: إضراب آخر أشد من قوله: " أم لهم شركاء " إلخ (افْتَرَى) محمد (على اللهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللهُ) أي: خذلانك اللازم للافتراء (يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ) فلا تعي القرآن ولا تفهم الوحي، ويسلبك ما أتاك من الله تعالى، أو فتجترئ على الافتراء عليه، وهذا رد واستبعاد لافترائه على الله تعالى. وعن مجاهد: يربط على قلبك بالصبر فلا يشق عليك أذاهم (وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ) كلام ابتدائي عطف جملة على جملة لا على الجزاء، ولهذا أعاد اسم الله تعالى، ورفع يحق وحذف الواو من يمحو في اللفظ لالتقاء الساكنين، وفى الخط في بعض المصاحف على خلاف القياس كما في " ويدع الإنسان " [الإسراء: ١١] وهذا عدة بمحو الباطل الذي هم عليه، وإثبات الحق الذي عليه المؤمنون بحججه أو بالقرآن أو بقضائه، وقيل: حاصله أن من عادته محو الباطل وإثبات الحق، فلو كان مفتريًا لمحقه وأثبت الحق (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فيعلم ضميرك