عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣)
* * *
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ): من ناصر يتولاه (مِنْ بَعْدِهِ): من بعد إضلال الله إياه (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ) في القيامة (يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبيلٍ): هل طريق إلى رجعة إلى الدنيا؟! (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا): على النار (خَاشِعِينَ): خاضعين (مِنَ الذُّلِّ): مما يلحقهم من الذل (يَنْظُرُونَ): إلى النار (مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ): مسارقة فإن الكاره لشيء، لا يقدر أن يفتح أجفانه عليه (وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) بالضلال (وَأَهْلِيهِمْ) بالإضلال، وقيل: خسروا أهليهم بأن فرقوا بين أنفسهم وبينهم، لأنَّهُم في النار وأهليهم فى الجنة (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ظرف لخسروا، وقال: على التنازع. وهذا القول من المؤمنين حين رأوا أن العذاب أحاط بهم، والماضي من باب ونادى أصحاب الأعراف) [الأعراف: ٤٨]، أو هذا القول منهم في الدنيا (أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ) تصديق من الله تعالى أو تتمة كلامهم (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ) إلي الهداية والجنة (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ) أي: أجيبوا أمره وداعيه (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) من متعلق بمتعلق له لا بـ مَرَدَّ أي: لا يرده الله تعالى بعد ما حكم به، وقيل: متعلق بـ يأتي