رَبِّكَ) بخلقه (خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ): من الأموال ومن حطام الدنيا (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) أي: لولا كراهة اجتماع الخلق على الكفر لرغبة النفس في الدنيا (لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا) لبيوتهم بدل اشتمال من " لمن يكفر "، وجاز تعلقه بـ سقفًا، كما تقول: جعلت لك لوحًا لكتابك (مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ): سلالم ومصاعد منها (عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ): يعلون السطوح، لحقارة الدنيا فيغتروا بها أكثر مما اغتروا (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا): من فضة (عَلَيْهَا) أي: على السرر (يتَكِئونَ وَزًخْرُفًا): ذهبًا، عطف على محل من فضة، والزخرف: الزينة، فعطف على سقفًا، وروي الترمذي وقال: حسن صحيح " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى منها كافرًا شربة ماء أبدًا " (وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إن نافية، و (لَمَّا) بمعنى إلا، ومن قرأ (لَمَا) بالتخفيف فإن مخففة، واللام هي الفارقة، وما صلة (وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) أي: خاصة لمن هو متقي عند الله وفى عمله، أو حاصل عند الله تُعَدُّ لهم.
* * *
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ