وقال الشيخ أكمل الدين: قد اعترض على هذا الوجه بأنه مجاز والعلاقة غير مطردة؛ لأن الدوام لا يستلزم النفاق، ولا العكس.
والجواب أن في تعليل المصنف فدفعا لذلك، وهو أنه استعارة، وهي تستدعي التشبيه، وقد بين وجهه بأنه الرغبة، فإن الدوام على الشيء بدون الرغبة فيه لا يتحقق، كما أن النفاق في الأسواق لا يتحقق إلا بالرغبات (١).
قوله: (قال:
أَقَامَتْ غَزَاْلَةُ سُوْقَ الضِّرَابِ... لأَهْلِ العِرَاقَيْنِ حَوْلاً قَمِيْطا)
غزالة (٢) امرأة شبيب الخارجي (٣)، لما قتله الحجاج خرجت عليه، وحاربته سنة كاملة. والضراب المضاربة بالسيوف. والعراقان البصرة والكوفة. والقميط التام.
أي هذه المرأة دامت على الحرب حولا كاملا تاما.
والبيت من قصيدة طويلة لأيمن بن خُرَيم الصحابي (٤) رضي الله تعالى عنه، أولها:
أَبَى الجُبَنَاءُ مِنْ أهْلِ العِرَاقِ... عَلَى اللهِ وَالنَّاسِ إِلا قُسُوْطَا
أَيَهْزِمُهُم مِائَتَا فَارِسٍ... مِنَ السَّافِكِيْنَ الحَرَامَ العَبِيْطَا
وَخَمْسُوْنَ مِنْ مَارِقَاتِ النِّسَاءِ... يَجُزوْنَ بِالمُنْدَبَاتِ (٥) المُرُوْطَا
وَهُمْ مِائَتَا أَلْفِ ذِيْ قَوْنَسٍ... يَئِطُّ العِرَاْقَانِ مِنْهُمْ أَطِيْطَا
رَأَيْتُ غَزَالَةَ إِذْطَرحَتْ... بِمَكُّةَ هَوْدَجَهَا وَالغَبِيْطَا


الصفحة التالية
Icon