الاستقامة، وإليه الإشارة بقوله (اهدنا الصراط المستقيم)
رابعها: علم القصص والأخبار عن الأمم السالفة والقرون الخالية، السعداء منهم والأشقياء، وما يتصل بها من وعد محسنهم، ووعيد مسيئهم، وهو المراد بقوله (أنعمت عليهم) إلى آخر السورة (١).
وللإمامين الغزالي (٢) والرازي (٣) في تقرير اشتمالها على علوم (٤) القرآن كلامان آخَران ذكرتهما في " الإتقان " وفي " أسرار التنزيل " وبينت فيه وجه الجمع بين ذلك، وبين حديث " إنها ثلثا القزآن (٥) "
فليطلب (٦) منه (٧) (٨).

=أخرجهم إلى الزندقة.
وما رواه أيضا ٧٥ عن عبد الله بن المبارك قال: ما رأينا أحدا منهم عاقلا، يعني الصوفيين.
وما رواه أيضا البيهقي في مناقب الشافعي ٢/ ٢٠٧ عن يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول: لو أن رجلا تصوف من أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق.
وما رواه أيضاً ٢/ ٢٠٧ قال الشافعي: لا يكون الصوفي صوفيا حتى يكون فيه أربع خصال: كسوال، أكول، نؤوم، كثير الفضول.
وإذا كان الأمر كذلك فمن البعد عن الحقيقة والواقع وإطلاق القول على عواهنه أن يقال: إن التصوف مقتبس من الفاتحة.
(١) انظر المصدر السابق ١/ ٦٧.
(٢) انظر في: جواهر القرآن ٩٣.
(٣) هو محمد بن عمر بن حسين فخر الدين الرازي، خاض من العلوم في بحار عميقة، توفي على طريقة حميدة سنة ست وستمائة. سير أعلام النبلاء ٢١/ ٥٠٠ وطبقات الشافعية الكبرى ٨/ ١٨ وانظر في: التفسير الكبير ١/ ١٧٣.
(٤) في د، ق: معاني.
(٥) رواه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ١/ ٥٧٣) من حديث ابن عباس. ضعف السيوطي سنده في الدر المنثور في التفسير المأثور ١/ ١٥.
(٦) في ح: فيطلب.
(٧) انظر في: الإتقان في علوم القرآن ٢/ ١١٣٦ وقطف الأزهار في كشف الأسرار ١/ ١٠٥.
(٨) وللإمام ابن القيم في مدارج السالكين ١/ ٤٣ استنباط ظريف، واستخراج لطيف، حيث رجع مطالب الدين كلها إلى الفاتحة بأسلوب ماتع، وتقرير جامع، دون التواء مانع، وتكلف قاطع قال: اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن: فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء، مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها، وهي: الله، والرب، والرحمن،=


الصفحة التالية
Icon