٢١٠ - قال في قوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾: " أي ما كَذبَ فؤادُ محمد الذي رأى بل صدق، ومجازه: ما كذب الفؤاد فيما رأى ".
قلت: لو اقتصرنا على هذا القدر لا يتضح المعنى، فنقول: تحقيقه أن حقيقة الكذب والصدق إنما يكون باللسان، ثم إذا أضيف إلى شيء آخر يُرادُ به المعنى الذي يختص به، وحقيقته كما يقال: صبح صادق، وصبح كاذب، وشهوة صادقة وكاذبة، ومحبة صادقة وكاذبة. فها هنا نفى الكذب عن الفؤاد فيثبت ضده وهو الصدق، وصدق الفؤاد علمه ويقينه، وهو المعنى الذي يختص بالفؤاد وحقيقته فكأنه قال: علم محمد ما رآه وتيقنه ولم يشك في شيء من ذلك. والله أعلم.
٢١١ - قال: " رأى عمر وكأنه دخل الجنة وفيها قِبَابٌ لذي الكلاع، وقد قُتل مع معاوية، قال: فأعتق ذو الكلاع اثني عشر ألف


الصفحة التالية
Icon