عاصم فروى أبو بكر «١» عن عاصم: (وَما أَنْسانِيهُ) «٢» بكسر الهاء من غير بلوغ ياء ومثله (بما عاهد عليه الله) [الفتح/ ١٠] وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً [الفرقان/ ٦٩].
وروى عنه حفص «٣» (وَما أَنْسانِيهُ «٤» إِلَّا) بضم الهاء من غير واو. وكذلك اختلفا في قوله: بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فضم حفص الهاء وكسرها أبو بكر في سائر القرآن. ومثله: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً، فإن حفصا روى عن عاصم أنه يصل الهاء بياء، وحذفها أبو بكر عن عاصم. وهو مذهب حمزة والكسائي وابن عامر، إلّا ما روى حفص عن عاصم
في «أنسانيه» و «عليه الله» وفيهي «مهانا» يشبع الكسرة.
فأمّا ابن كثير فإنّه كان [يصل الهاء بياء في كل ذلك إذا كان قبلها ياء أو واو أو ألف أو حرف ساكن أو متحرك] «٥»

(١) هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الحناط الأسدي الكوفي، الإمام العلم، راوي عاصم، وكان من أئمة السنة أيضا، توفي سنة ١٩٣ هـ، انظر طبقات القراء: ١/ ٣٢٥.
(٢) في (ط): أنسانيه، من غير ما.
(٣) هو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي البزاز، ثاني رواة عاصم، قال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، توفي سنة ١٨٠. انظر طبقات القراء: ١/ ٢٥٤.
(٤) في (ط): أنسانيه، من غير ما.
(٥) كذا في الأصل، ووردت في هامش (ط) هذه العبارة: «الصواب أنه (أي: ابن كثير) يصل الهاء بياء إذا كان قبلها ياء، وبواو إذا كان قبلها واو أو ألف أو حرف ساكن أو متحرك». وهذا هو الموافق لمذهب ابن كثير، انظر النشر لابن الجزري في باب هاء الكناية: ١/ ٣٠٤ وما بعدها.


الصفحة التالية
Icon