فأمّا إمالة الفتحة من الراء في أدراكم به وإمالة الألف عنها، فلأن الألف تنقلب إلى الياء في أدريته، وهما مدريان، وأمّا من لم يمل؛ فلأنّ هذه الألفات كثير من العرب لا يميلونها، وهو الأصل، وعليه ناس كثير من العرب الفصحاء.
[يونس: ١٨]
اختلفوا في الياء والتاء من قوله سبحانه «١»: عما يشركون [يونس/ ١٨] في خمسة مواضع:
فقرأ ابن كثير ونافع هاهنا بالياء، وحرفين في النحل [الآية/ ١ - ٣] وحرفا في سورة «٢» الروم، [الآية/ ٤٠]، وحرفا في النمل بالتاء، خير أما تشركون [٥٩].
وقرأ أبو عمرو وعاصم وابن عامر خمسة «٣» الأحرف بالياء، كذا في كتابي عن أحمد بن يوسف التغلبيّ عن ابن ذكوان عن ابن عامر: خمسة «٣» الأحرف بالياء، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان بإسناده في سورة النمل بالتاء، وكذلك حدثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر: خمسة «٣» الأحرف بالتاء، وقرأ حمزة والكسائي: خمسة الأحرف بالتاء.
ولم يختلفوا في غير هذه الخمسة «٦».
قال أبو علي: من قرأ في يونس: وتعالى عما تشركون
(٢) سقطت من (ط).
(٣) في (ط): الخمسة الأحرف، وكذلك هي في السبعة. وكلاهما صواب.
(٦) السبعة ص ٣٢٤. وفيه اختلاف يسير عما هنا، ونقص قوله: وقرأ حمزة والكسائي خمسة الأحرف بالتاء.