وعلى هذا قالوا: كم مالك: أعشرون أم ثلاثون؟ فجعلت العشرون بدلا من كم، وألحقت أم، لأنك في قولك: كم درهما مالك؟ مدّع أنّ له مالا كما أنك في قولك: أعشرون أم ثلاثون، مالك؟ مدع أنه أحد الشيئين، ولا يلزم أن تضمر للسّحر خبرا على هذا لأنك إذا أبدلت من المبتدأ، صار في موضعه، وصار ما كان خبرا لما أبدلت منه في موضع خبر المبتدأ «١»، فأما قول الشاعر «٢»:
وكأنه لهق السّراة كأنّه* ما حاجبيه معيّن بسواد «٣» فإنه أبدل الحاجبين من الضمير «٤» على حدّ قولك:
ضربت زيدا رأسه، فإن قلت: أبدل من الأول، وقدّر الخبر عن الأول، لأن المبدل منه قد لا يكون في نيّة الإسقاط «٥» بدلالة إجازتهم: الذي مررت به زيد أبو عبد الله، ولو كان البدل في تقدير الإسقاط، وما لا يعتد به، لم يجز هذا الكلام فهو قول،

(١) في (ط): البدل.
(٢) في (ط): قوله.
(٣) نسبه سيبويه (ط: بولاق) ص ٨٠ للأعشى، وليس في ديوانه. ونص البغدادي في الخزانة ٢/ ٣٧٢ أنه من الأبيات الخمسين التي لا يعرف لها قائل. وانظر إيضاح الشعر ص ٩٠ و ٥٥٨ واللسان (عين) وشرح المفصل ٣/ ٦٧ والهمع ٥/ ٣٤٨. يصف ثورا وحشيا شبه به بعيره.
لهق: أبيض، والسراة: أعلى الظهر، معين بسواد: مشتق من العينة، مصدر عين. إذا عظم سواد عينه في سعة.
(٤) وهو الهاء في كأنه، وما: زائدة.
(٥) في (م): إسقاط.


الصفحة التالية
Icon