وما خلت أبقى بيننا من مودّة | عراض المذاكي المسنفات القلائصا |
أبقى، لا يجوز أن يكون مفعول خلت، وإنما المعنى: وما أبقى بيننا من مودة، فكذلك يكون قوله: وما نراك اتبعك كأنه: وما اتبعك ويكون: نراك اعتراضا؛ فالقول: إن الآية لا تكون كالبيت، لأنّ الفعل قد تعدّى إلى المفعول، ولم يتعدّ في البيت إلى المفعول، فحسن الاعتراض به لمّا لم يتعدّ، كما جاز إلغاؤه في قولهم: زيد ظننت منطلق، ولو ألغيته وقد عدّيته إلى مفعول، لم يجز، وكذلك إذا اعترضت به، فلا يكون قوله اتبعك بمنزلة خلت في بيت الأعشى. فإن قلت: فقد قال آخر «١»:
وما أراها تزال ظالمة | تحدث لي قرحة وتنكؤها |
فلا يركبونها إلا إذا قاربوا موضع الغارة حتى لا يتعبوها ويجهدوها لينزلوا بها إلى القتال موفورة القوة والنشاط. انظر ديوان الأعشى/ ١٥١.
(١) البيت لابن هرمة. وهو من شواهد المغني، انظر شرح أبياته للبغدادي ٦/ ٢٢١.
(١) البيت لابن هرمة. وهو من شواهد المغني، انظر شرح أبياته للبغدادي ٦/ ٢٢١.