قال: كذا سمعناه من العرب، فقوله: بلهف، إنّما هو بلهفى، فحذف الألف، وقد أجريت الألف مجرى الياء في الحذف في هذا النحو في الشعر وغيره، وإن لم يكثر فقالوا:
أصاب الناس جهد، ولو تر ما أهل مكة، فحذفت الألف من ترى «١». كما حذفت الياء من يوم يأت لا تكلم نفس [هود/ ١٠٥] ونحوه، وحذف في الشعر من القافية، كما حذفت الياء قال «٢»:
ورهط ابن المعل وكذلك حذف الألف في بنيّ، كما حذف في النداء نحو: يا بنيّ، ولا يجوز أن يكون الحذف فيه على إرادة الندبة، قال أبو عثمان: ومن قال ذلك فقد أخطأ، قال: وذلك أن من كان من العرب لا يلحق في الندبة الألف فإنه يجعله نداء، فلو حذفها صار نداء على غير جهة الندبة، قال أبو عثمان: ووضع الألف مكان الياء في الإضافة مطّرد، وأجاز: يا زيد أقبل «٣». إذا أردت الإضافة، قال: وعلى هذا قراءة من
(٢) قطعة من بيت سبق في ١/ ٧٩، ١٤١ و ٤/ ٩٢ في هذا الجزء.
(٣) في الكشف عن وجوه القراءات لمكي ١/ ٥٣٠: وقد أجاز المازني: «يا زيدا تعال» يريد: يا زيدي، ثم أبدل من كسرة الدال فتحة، ومن الياء ألفا. قال المازني: وضع الألف مكان الياء مطرد، وعلى هذا قرأ ابن عامر: «يا أبت» بفتح التاء، أراد: يا أبتي.