في المعنى، لأنّ قوله: هل من خالق غير الله بمنزلة: ما من خالق غير الله، ولا بدّ من إضمار الخبر، كأنّه: ما من خالق للعالم غير الله، ويؤكّد ذلك قوله: لا إله إلا الله [محمد/ ١٩] فهذا استثناء من منفي مثل: لا أحد في الدار إلّا زيد.
فأمّا قراءة حمزة والكسائيّ: هل من خالق غير الله فعلى أن جعلا غير* صفة للخالق، وأضمر الخبر كما تقدّم.
والباقون جعلوه استثناء بدلا من المنفي، وهو الأولى عندنا لما تقدّم من الاستشهاد عليه من قوله: وما من إله إلا الله [آل عمران/ ٦٢].
[الاعراف: ٦٢]
واختلفوا «١» في تشديد اللّام وتخفيفها من قوله تعالى:
أبلغكم [الأعراف/ ٦٢].
فقرأ أبو عمرو وحده: أبلغكم* ساكنة الباء خفيفة اللّام مضمومة الغين في كلّ القرآن.
وقرأ الباقون: أبلغكم بفتح الباء وتشديد اللّام في كلّ القرآن «٢».
القول: إنّ بلغ* فعل يتعدى إلى مفعول واحد «٣» في

(١) في (ط): اختلفوا.
(٢) السبعة ص ٢٨٤ مع اختلاف يسير.
(٣) سقطت من (ط).


الصفحة التالية
Icon