فأما قولهم: هيّت فلان بفلان: إذا دعاه، فينبغي أن يكون مأخوذا من قوله: هيت لك.
كما أن قولهم: أفف «١» مأخوذ من أفّ، وجعلوها بمنزلة الأصوات، لموافقتها لها في البناء، واشتقوا منها كما اشتقوا من الأصوات نحو: دعدع إذا قالوا: داع داع، ويجري هذا المجرى: سبّح ولبّى إذا قال: سبحان الله، ولبّيك. وأنشد بعض البغداديين «٢»:

قد رابني أنّ الكريّ أسكتا لو كان معنيا بنا لهيّتا
أسكت: صار ذا سكوت، مثل: أجرب وأقطف «٣».
قد تقدم من قول أبي الحسن الأخفش ما يعلم منه: أن في هيت، الذي يراد به اسم الفعل، ثلاث لغات: هيت لك، وهيت لك، وهيت لك إلا أن الهاء مكسورة وذلك قراءة نافع وابن عامر، ونسبه أبو الحسن إلى أهل المدينة ومثل هذه الكلمة في أن الآخر منها قد جازت فيه الحركات الثلاث لالتقاء
(١) الأفف في اللسان: الضجر.
(٢) ذكره اللسان ولم ينسبه في مادة/ هيت/.
(٣) أقحم الناسخ هنا ما سبق أن ذكره من الكلام على سورة يوسف/ ٣١ وهو قوله: «روى عبد الله عن أبيه عن ابن عباس، عن خارجة عن نافع (قالت اخرج) كسر التاء، ولم يروه غيره، الباقون عن نافع (قالت اخرج) بضم التاء». وقد رأينا أن حذفه من المتن أولى.


الصفحة التالية
Icon