فالتبوّؤ في نحو هذه الأماكن والمكث فيها قرب إلى الله سبحانه، فهو يشاؤه ويريده.
ويقوي النون أن الفعل المعطوف عليه كذلك، وهو:
نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين [يوسف/ ٥٦]، فأما اللام في قوله: مكنا ليوسف [يوسف/ ٢١]، وفي قوله: إنا مكنا له في الأرض [الكهف/ ٨٤] فيجوز أن يكون على حدّ التي في قوله: ردف لكم [النمل/ ٧٢] وللرؤيا تعبرون [يوسف/ ٤٣]، يدلّ على ذلك قوله: ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه [الأحقاف/ ٢٦]، وقوله: مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم [الأنعام/ ٦]. وتكون اللام في قوله: ما لم نمكن لكم على هذا أيضا.
وقوله: يتبوأ في موضع نصب على الحال تقديره مكّنّاه متبوّئا حيث يشاء، فأما قوله: حيث يشاء فيحتمل موضعه أمرين، أحدهما: أن يكون في موضع نصب بأنه ظرف، والآخر: أن يكون في موضع بأنه مفعول به، ويدل على جواز هذا الوجه قول الشمّاخ «١»:

وحلّأها عن ذي الأراكة عامر أخو الخضر يرمي حيث تكوى النّواحز
[يوسف: ٦٢]
اختلفوا في النون والتاء من قوله عزّ وجلّ: وقال لفتيانه [يوسف/ ٦٢].
(١) سبق ذكره في هذا الجزء ص ٣١٠


الصفحة التالية
Icon