إنما هو مستفعل من العطاء، أي: يسأل أن يعطي، ومن فسره من أهل اللغة على غير هذا، فإنما هو تفسير على المعنى دون ما عليه اللفظ، فأمّا الأسو فهو من قولك: أسوت الجرح أأسوه أسوا، والفاعل آس كما ترى، والمفعول: مأسوّ وأسيّ.
وقول الحطيئة «١»:
... الأطبّة والإساء الإساء: فعال، مثل صاحب وصحاب، وآم وإمام، ومنه: واجعلنا للمتقين إماما [الفرقان/ ٧٤] في قول أبي الحسن، وقالوا: أسيّ فعيل مثل أسير، ومن ثم جمع على أساوى مثل أسارى. قال «٢»:
(١) جزء من بيت للحطيئة وتمامه:
والآسون: المداوون، والآسي: الطبيب، فمعناه: أنهم يصلحون الفاسد وأم الرأس: الجلدة الرقيقة التي ألبست الدماغ. وتواكلها ذا إلى ذا: من تفاقمها. والإساء: جمع آسي، كما يقال: راعي ورعاء. والدواء بعينه انظر ديوانه/ ١٠٢، ومعجم تهذيب اللغة ١٣/ ١٤٠ واللسان (أسي).
(٢) من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي يرثي نشيبة بن محرث- وتمام البيت كما جاء في شرح أشعار الهذليين:
والأساوى: الذين برءوسهم جراح، فأسيت، أي:
هم الآسون أمّ الرأس لمّا | تواكلها الأطبّة والإساء |
(٢) من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي يرثي نشيبة بن محرث- وتمام البيت كما جاء في شرح أشعار الهذليين:
ترى شربها حمر الحداق كأنّهم | أساوى إذا ما مار فيهم سوارها |